اعداد/ الباحث محمد عادل عثمان
باحث في العلوم السياسية
تقديم:
أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لخروج احتجاجات طلابية واسعة في الجامعات الأوروبية والأمريكية تطالب بقطع التعاون العلمي والبحثي مع إسرائيل، خاصة في ظل الحديث عن تعاون هذه الجامعات مع إسرائيل في تصنيع بعض منظومات الأسلحة وأنظمة المراقبة والتجسس التي تستخدم في قتل الفلسطينيين. وهذه المظاهرات لا تزال مستمرة وربما أخذه في التصاعد مع إنضمام بعض أساتذة الجامعات لها، وتتهم هذه المظاهرات إدارات الجامعات بعدم الشفافية بشأن استثماراتها مع إسرائيل، مما أثار جدلاً حول حجم الاستثمارات العلمية والبحثية الإسرائيلية داخل الجامعات الأوروبية والأمريكية والأصول التي تمتلكها، وقوة تأثيرها الحقيقي ليس فقط على الساسة ورجال البرلمانات والإعلام لكن أيضاً على القاعدة العلمية التي تقود عملية التطوير الفني والتقني بكافة مستوياته على المستوى الدولي.
نحاول من خلال هذا التقرير التحليلي أن نناقش طبيعة التعاون بين إسرائيل والجامعات الأوروبية والأمريكية والسيناريوهات المستقبلية لهذا التعاون أمام حالة الاحتجاجات الطلابية.
اولًا: حجم الاستثمارات الإسرائيلية في الجامعات الغربية:
بداية لابد من التأكيد أنه لا تتوافر معلومات وافية عن حجم الاستثمارات الإسرائيلية في القطاعين البحثي والأكاديمي على المستوى الدولي، وبالتأكيد لا تخضع هذه المعلومات أو البيانات لقواعد الشفافية المعروفة، فبعضها مرتبط ببرامج تطوير لتقنيات عسكرية واستخباراتية وبعضها يندرج ضمن مشاريع الهيمنة على التقنية وبحوث الفضاء والأسلحة الذكية والذكاء الإصطناعي وغيرها. غير أن ما أمكن تجميعه من معلومات من المصادر المفتوحة تشير لحجم استثمارات وتعاون كبير وراسخ بين الجانبين الإسرائيلي من ناحية والأوروبي والأمريكي من ناحية أخرى، يمكن رصد بعض جوانبه فيما يلي:
- منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت الجامعات الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص تعاونا بحثيا وأكاديميا مع إسرائيل يركز على تطوير التقنية العسكرية وأنظمة المراقبة. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 م، عززت إسرائيل من برامج أنظمة المراقبة والدعم العلمي لهذه البرامج بشكل كبير ، حيث كان لهذا التعاون دور في نجاح إسرائيل وقدراتها في تطوير تكنولوجيا المراقبة ، كما ساهم هذا التعاون في تطوير نظام القبة الحديدية الذي أعلن عنه في عام 2011م.
- كشفت وزارة التعليم الأمريكية أن الجامعات تلقت حوالي (342) مليون دولار كهدايا من إسرائيل وذلك في المدة من 2014 وحتى 2024م . كما تستثمر إسرائيل في الجامعات الأمريكية كحالة “كلية هارفارد للإدارة” التي استثمرت أكثر من (194) مليون دولار عبر شركة (Booking Holdings)، وهي شركة لها علاقات بإسرائيل.
- أبرز برامج التعاون البحثي العسكري بين إسرائيل والجامعات الأوروبية والامريكية الحالية:
- التعاون مع جامعة مانشيستر. هناك تعاون إسرائيلي عبر شركات تتبع وزارة الدفاع مع “جامعة مانشستر” في مجال الأسلحة وتطويره.
- التعاون مع “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا“: أشارت تقارير أن هناك تعاونا بين إسرائيل ممثلة في وزارة الدفاع مع عدد من الباحثين بالمعهد لمشاريع حول تطوير أنظمة الطائرات دون طيار والحماية من الصواريخ. كما تلقى المعهد تمويلا بأكثر من (11) مليون دولار أمريكي
- الاستفادة من المنح البحثية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي: عملت إسرائيل على محاولة الاستفادة من برامج التمويل البحثي المقدمة من بعض الدول في الاتحاد الأوروبي للاستفادة من تطوير قطاع التسليح لديها، حيث أعلنت الشبكة الأوروبية لمناهضة تجارة الأسلحة (ENAAT) أن حجم التمويل الذي تلقته إسرائيل من قبل البرامج الإطارية للاتحاد يصل إلى (2.6) مليار يورو حتى عام 2023م، أتجه معظمها لبرامج التسليح العسكري.
- قدم الاتحاد الأوروبي تمويلا لدعم شركات صناعة الأسلحة من خلال (29) مشروعا كان أغلبها في تطوير منظومة الطيران الحربي والطائرات دون طيار. وتكشف تقارير أنها استخدمت في الهجمات على قطاع غزة. الأمر الذي أدى لتوجيه انتقادات للاتحاد الأوروبي لتمويله الأبحاث العسكرية في إسرائيل، وبخاصة تعاونه مع شركتي الأسلحة الإسرائيليتين الكبيرتين “إلبيت” و “صناعات الطيران الإسرائيلية”.
- ذكرت تقارير أن جامعة ميشيغان تتعاون مع إسرائيل في تطوير أنظمة الطائرات دون طيار والطائرات الحربية وفي مجالات المراقبة وذلك بحجم استثمارات يصل ل (6) مليار دولار.
- استثمارات إسرائيلية في الأوقاف الجامعية. تأخذ الاستثمارات الإسرائيلية أشكالا عدة ما بين أوقاف وشراكات مباشرة وصناديق أسهم، وهو ما كشفه تقرير صادر عن الأمم المتحدة تناول رصد للجهات التي تتعاون مع الجيش الإسرائيلي في تعزيز أجهزة المراقبة في قطاع غزة والضفة الغربية حيث أوضح أن هناك (97) شركة تتعاون معها قامت بعض منها بضخ أموالها في صناديق وقفية بعدد من الجامعات الأمريكية.
- على الرغم من أن حجم دعم الأوقاف الجامعية في الولايات المتحدة لا يتجاوز (120) مليون دولار إلا أنه يعد مؤثرا خاصة أن إسرائيل تدعم هذه الأوقاف للاستثمار في شركات كبرى كـ( مايكروسوفت وأمازون). أيضا تمتلك “جامعة هارفارد” استثمارات في شركة (Alphabet Inc)، الشركة الأم لشركة( (Google. حيث كانت جوجل واحدة من شركتين فازتا بعقد للمشاركة في “مشروع نيمبوس”- وهو نظام حوسبة تديره جوجل بقيمة (1.2) مليار دولار- بالشراكة مع أمازون- وتستخدمه الحكومة والجيش الإسرائيلي في الكشف عن المقاومين الفلسطينيين والتصنيف الآلي للصور، وقد تم استخدام نفس التقنية لرصد ومراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
- تمتلك جامعة هارفارد أكبر وقفا للجامعات الأمريكية، بقيمة (49.5) مليار دولار حتى عام (2023 م)، كما لها حصص في شركة (جنرال إلكتريك)، التي تعمل في مجالات الطيران والطاقة والتصنيع. ولديها أكبر مشروعا للطاقة المتجددة في هضبة الجولان السورية المحتلة.
- الإستثمارات في لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) والشركات الأمنية. أظهرت التقارير التي ظهرت عن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) أن الجامعات الأمريكية تمتلك علاقات مالية مع شركات تدعم إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية حيث أوضحت أن جامعة كولومبيا تمتلك استثمارات بدعم إسرائيلي في شركة (Air BnB) وهي واحدة من خمس شركات أمريكية تعمل في المستوطنات الإسرائيلية في إدارة العديد من الفنادق والبيوت بداخل المستوطنات إلى جانب الشركات الأمنية التي تتعاون مع نقاط التفتيش الإسرائيلية في الضفة الغربية.
أهمية الإستثمارات البحثية الإسرائيلية في الجامعات الغربية والأمريكية:
لجأت إسرائيل إلى الاعتماد على البحث والابتكار على اعتبار أن ذلك محور أساسي في مستقبلها، واهتمت بخلق تعاون دائم مع الجامعات الغربية التي غالبا ما تكون في طليعة البحث العلمي وتعمل على تطوير التقنية والمعرفة مما يجعل إسرائيل تنظر لذلك على أنه فرصة كبيرة في تعزيز التعاون البحثي بما يخدم واقعها خاصة من الناحية العسكرية. إذ تعتبر التقنيات والابتكارات التي يتم تطويرها في الجامعات الغربية ذات قيمة من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية. فالاستثمار في هذه المؤسسات يمكن أن يفتح أبوابا لنقل التقنية وتبادل المعرفة، مما يعزز الابتكار ويعمق الروابط بين القطاعين الأكاديمي والصناعي في إسرائيل. إلى جانب أن أنها ترى في هذا التعاون صورة من صور الدعاية لها. تستثمر إسرائيل في الجامعات الغربية لأسباب مختلفة. من أهمها تعزيز التعاون في مجال الدعاية والتطوير العسكري. ومن خلال هذا الاستثمار، تستطيع إسرائيل تعزيز تبادل المعرفة وتشجيع الابتكار والتعاون الأكاديمي.
وبشكل عام هناك مجموعة من المحددات التي دفعت بإسرائيل نحو التعاون مع الجامعات الأمريكية والأوروبية تتمثل في:-
- البحث والتطوير. تهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، حيث توفر الجامعات الغربية بنية تحتية قوية للبحث، مما يتيح لإسرائيل الوصول إلى أحدث الابتكارات والتقنيات التي تسهم في تعزيز التعاون بين الباحثين الإسرائيليين ونظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يفتح المجال لمشاريع بحثية مشتركة وتطوير برامج أكاديمية جديدة. إلى جانب تعزيز الاستثمارات الخاصة بالأمن القومي من خلال تطوير تقنيات جديدة خاصة في مجالات الدفاع والأمن السيبراني.
- تعزيز العلاقات الدبلوماسية. ترى إسرائيل أن التعاون الاكاديمي يسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين إسرائيل والدول الأوروبية ، في محاولة لتحسين صورتها كدولة ملتزمة بالتعليم والبحث العلمي.
- الاستفادة الاقتصادية والبشرية. تتيح هذه الاستثمارات للشركات الإسرائيلية الاستفادة من البحوث المتقدمة التي تجرى في الجامعات، ما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الإسرائيلي. كما تسعى إسرائيل من خلال استثماراتها التعليمية إلى تطوير كوادرها البشرية، حيث توفر الجامعات الأجنبية بيئة تعليمية متقدمة تسهم في تطوير مهارات الطلاب والباحثين الإسرائيليين خاصة أنها تهتم بإرسال عدد كبير من طلابها نحو الخارج.
- الدعاية. تهتم إسرائيل بالتعاون مع الجامعات في المجتمعات الغربية بهدف استخدامها كدعاية لمصلحتها من خلال ما تقوم به من أنشطة تفاعلية مع الجامعات من خلال تنظيم فعاليات لزيارة المستوطنات فعلى سبيل المثال- قامت “جامعة مانشستر” بالتعاون مع “الجامعة العبرية” في القدس المحتلة بتنظيم رحلات طلابية لزيادة المستوطنات في الضفة بالغربية .
الإحتجاجات الطلابية ومستقبل التعاون بين إسرائيل والجامعات الغربية والأمريكية:
هناك مطلب أساسي يقع في قلب الاحتجاجات على الحرب في غزة والتي تعصف حاليا بالحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم “وهو أن تسحب الجامعات استثماراتها من إسرائيل وأن تقطع الجامعات أي استثمارات إسرائيلية مقدمة إليها” وهذا يعني سحب الأموال التي استثمرتها أوقافهم في شركات مرتبطة بإسرائيل. ولكن بالنظر إلى هذه المطالب فإنها تخضع بالنسبة للجامعات الأمريكية والأوروبية إلى العوامل السياسية والمالية وليست إلى اعتبارات أخلاقية، حيث تنظر هذه الجامعات إلى تلك الاستثمارات على أساس أنها ذات عوائد قوية تساعد في “العملية التعليمية”، ولذلك فإن الفيصل في ارتباط الجامعات بالاستثمارات في إسرائيل وتقديم الدعم لها والتعاون معها يتوقف على قوة الضغط الطلابي على إدارات هذه الجامعة، مدى قدرته على الاستمرار حال توقفت الحرب لأي سبب ، بمعنى أن لا تكون هذه المواقف مرتبطة بظرف الحرب فقط، ويتحول لموقف أخلاقي.
وبشكل عام هناك مجموعة من النتائج المحتملة للضغط الطلابي، يمكن أن تحدد مستقبل الاستثمارات والتعاون الإسرائيلي مع الجامعات الأمريكية والأوروبية وهي كالتالي:
- استمرار التعاون بين إسرائيل والجامعات خاصة الأمريكية : ويرتبط هذا الأمر برسوخ التعاون بين الجانبين، لكونه ليس فقط مجرد أموال ومنح نقدية، لكنها استثمارات في أصول ثابتة ( مباني – معامل – أراضي – أوقاف) ، حيث تشير عملية إيقاف الاستثمارات الإسرائيلية في الجامعات الأوروبية والأمريكية إلى البيع أو التصرف في الاستثمار وأصوله وإيقاف كل صور التعاون، وهو أمر مستبعد على الرغم من الضغوطات التي يقوم بها الطلاب ضد جامعاتهم، حيث تعتبر عملية التخلي عن هذه الاستثمارات ليس بالأمر السهل، ومن الجانب الأخر هناك تنوعاً في الصناديق الاستثمارية التي تمتلكها الجامعات الغربية في إسرائيل.
وفيما يتعلق بالتعاون الأكاديمي مع إسرائيل وبخاصة في الولايات المتحدة فإن القوانين في (38) ولاية لا تشجع على قطع التعاون العلمي معها أو إيقافه، مما يعني صعوبة إيقاف التعاون بشكل كامل بل أن قوانين هذه الولايات تدين الانضمام إلى حركات المقاطعة ضد إسرائيل.
- إيقاف التعاون مرحلياً وتحويل الاستثمارات للأنشطة البحثية غير العسكرية والأمنية: تحت ضغوط الاحتجاجات المستمرة والمعارضة والطلابية، قد تقرر بعض من الجامعات الأمريكية والأوروبية تقليص أو إنهاء تعاونها الأكاديمي مع المؤسسات الإسرائيلية، وذلك للمخاوف من أن يؤثر التعاون على سمعتهم، وذلك على غرار ما قامت به كلية ترينيتي في دبلن (Trinity College) بسحب استثماراتها في بعض الشركات الإسرائيلية في أعقاب الاحتجاجات التي قام بها الطلاب في ميدان فميلوز في الحرم الجامعي، كما قد تتجه الجامعات التي تربطها علاقات مع إسرائيل إلى إيقاف التعاون بشكل مؤقت أو تحويل أنشطة التعاون معها في المجالات الخاصة بالبرامج العسكرية إلى أنشطة أخرى. وإن كان ذلك يتوقف بشكل رئيسي على قوة الضغط داخل الحرم الجامعي والمؤسسات العلمية وإمكانية تطوره – حال طال أمد حرب غزة- إلى اعتصامات أو اضرابات من الباحثين المؤثرين وأساتذة الجامعات وليس فقط الطلاب، ويبدو من المشهد حتى الآن أن الوصول لهذه النتيجة تعني تغيير كثير من المعادلات الداخلية في بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة.
الخلاصة:
لم تعكس الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية فقط حالة الغضب الدولي ضد الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة ، لكنها عكست عدة أمور استراتيجية لابد من التوقف عندها وهي:
- قوة وحجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأوساط البحثية والأكاديمية في أوروبا والولايات المتحدة والاستفادة من هذه الإستثمارات لصالح تفوقها التقني والعسكري في المنطقة، في مقابل استثمراات أمريكية وأوروبية في الجامعات والمعاهد البحثية الإسرائيلية.
- أن التحالف الظاهر بين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها المقربين من الدول الأوروبية ( بريطانيا – ألمانيا – فرنسا ) وثيق الصلة والإرتباط، ومن الصعب التأثير عليه بمجرد خروج مظاهرات هنا أو هناك، وأنما يمكن أن نجد ملامح تغيير فقط عندما تشعر هذه الدول ومؤسساتها العميقة أن إسرائيل باتت تمثل عبء استراتيجي عليها.
- هناك تغيرات عميقة في مزاج قطاعات الطلاب في كليات وجامعات النخبة ( هارفارد – كولومبيا – معهد العلوم السياسية في باريس….. ) سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة ، وهذا حقاً ما يقلق إسرائيل، التي تنظر للمستقبل عندما سيكون لهولاء الطلاب دوراً في تقرير وصنع السياسة الأمريكية والأوروبية. حيث تتحدث الأوساط الإسرائيلية عن الصعود اليساري في أفكار الشباب الأوروبي والأمريكي ومدى تأثيره على قوة اللوبي اليهودي في هذه الدول.
إن تحديد الهدف الرئيسي لهذه الإحتجاجات الطلابية هو نقطة مفصلية، فإذا كان الهدف هو استخدام ورقة التعاون مع إسرائيل كأداة ضغط لوقف الحرب من زاوية إنسانية فقط، فإن الأمر مرهون بمسارات الحرب والهدنة ووقف إطلاق النار ، وهي قابلة للحدوث في أي وقت وعلى المدى القريب . أما إذا تحولت قضية التعاون مع إسرائيل لقضية مركزية واستمرت مطروحة بقوة في الأوساط الجامعية والبحثية الأمريكية والأوربية فأن الأمر سيختلف ويمكن أن يحقق نتائج بالفعل ، بشرط التوسع في هذه الإحتجاجات ليشمل طبقات أخرى في المجتمع الأمريكي، تكون قادرة على تغير توجه إستراتيجي راسخ ومتجذر منذ عقود.