إعداد : محمد عادل
باحث فى العلوم السياسية
شهد حضور الصين ومصالحها الإستراتيجية في غرب البلقان نمواً مضطرداً في السنوات الأخيرة، حيث تتمتع هذه المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوروبا، بأهمية كبيرة على الساحة الدولية بسبب موقعها الجغرافي وإمكاناتها الاقتصادية وأهميتها السياسية، ولقد كان أحد المحركات الرئيسية لاِهتمام الصين بغرب البلقان هو مبادرة الحزام والطريق، والسعي الصيني نحو الاقتراب من طرق الملاحة الدولية القربية من البحر المتوسط، إلى جانب التوجه نحو بناء المشروعات اللوجتسية التي تخدم مشروع طريق الحرير الصيني، واعتمدت على مجموعة من الأدوات التي ساهمت في بناء ذلك الوجود الصيني، خاصة وأن منطقة غرب البقان تعتبر بوابة عبور لقارتين هما: أسيا وأوروبا .
اتجهت الصين نحو تكثيف صور التعاون الثنائي مع دول غرب البلقان (صربيا والجبل الأسود وألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية)، من خلال التركيز على البنية التحتية والطاقة مرورًا بالتعاون الثقافي، ومع ذلك فإن ثمة مجموعة من التحديات التي تؤثر على السياسة الصينية تجاه هذه المنطقة، إذ أنه على الرغم من نمو الاستثمارات الصينية هناك إلا أن هناك مجموعة من الشكوك حول طبيعة ونوايا هذه الاستثمارات التي تبنى على أساس توسيع دائرة فخ الديون الصينية، إذ تشير تقارير أوروبية أن أكثر من 75% من المشروعات التي قامت بها الصين في دول غرب البلقان تعتمد على قروض قدمتها الصين لهذه الدول، كما أن النفوذ الصيني يتعارض مع مصالح بعض القوى الكبرى في هذه المنطقة، إذ تمتلك روسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها مصالح استراتيجية في منطقة غرب البلقان.
تناقش هذه الورقة السياسة الصينية تجاه منطقة غرب البلقان، من حيث فرص التوسع والإنتشار، ومن حيث أبرز التحديات السياسية والإستراتيجية التي تواجه الصين في هذه المنطقة .