إعداد / د. أكرم حسام فرحات
الرئيس والمؤسس لمركز السلام للدراسات الاستراتيجية
تقديم:
نقف اليوم بالتحليل أمام تطور خطير في مسار حرب غزة، وهو خطة ترامب المزعومة للسيطرة على القطاع وترحيل الفلسطينيين منه إلى الخارج ، وهي الخطة التي جاءت مفاجئة للجميع أثناء اجتماع ترامب برئيس الحكومة الإسرائيلية بواشنطن قبل أيام .فهل نحن أمام خطة حقيقة بالفعل أم مجرد تصريحات سينتهي مفعولها في لحظة معينة؟
لقد انخرط الرئيس ترامب مبكراً في الملف الفلسطيني – حتى قبل أن يتولى مسئوليته كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير الماضي – عندما أرسل مبعوثه الخاص ليشارك في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، واستطاع بالفعل أن يخطف الأضواء ويسرق الكاميرا بلغة الإعلام وينسب النجاح لنفسه، ليقول للجميع بمن فيهم الإسرائليين أنه قادر على فعل أشياء كثيرة بطريقته الخاصة وأسلوبه المعروف في الضغط والمساومة ، وفق مفهوم” السلام عبر القوة”.
واستكمالاً للعمل بنفس الطريقة، خطف ترامب مرة أخرى عدسات الكاميرات عندما فجر مفاجأة بحديثه عن فكرة خيالية، أسماها بالخطة ، للتعامل مع اليوم التالي للحرب في غزة، مضمونها أن تسيطر الولايات المتحدة وليس إسرائيل على أراضي قطاع غزة، وتتولى قيادة مهمة إعادة الإعمار بتحالف إقليمي ( يضم دول من المنطقة خاصة دول خليجية) ، شريطة أن يتم طرد سكان غزة بالكامل خارج القطاع، بحجة عدم ملائمة عمليات الإعمار مع وجود السكان المحليين، وأن القطاع سيظل لمدة 10 سنوات على الأقل غير قابل للحياة فيه.
ومنذ ذلك الحين، وهناك سيل من التصريحات الأمريكية والإسرائيلية وحتى الدولية حول هذه الخطة، وبدأت بالفعل تتشكل تحركات بخصوصها من الدول المعنية خاصة مصر والأردن والمجموعة العربية، كما خرجت تصريحات رافضة من كل المؤسسات والمنظمات الدولية وتقريباً من أغلب دول العالم.
يراهن البعض على تراجع محتمل من جانب الرئيس ترامب عن الخطة، في ضوء الاعتراضات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، بينما نرى أن الإسرائيليين التقطوا الخيط سريعاً، لأنه يخدم توجهات اليمين الإسرائيلي وزعماء الصهيونية الدينية ( الأعلى صوتاً حالياً في إسرائيل) وقادة ومجموعات ولوبيات الاستيطان، بما فيهم أجيال الشباب المتدين المعروف بشبيبة التلال، وبدأو في البناء عليه والدفع به للأمام، وكأنه إلتزام أمريكي ينسجم مع رؤيتهم للنهاية المأمولة للحرب على غزة.
كذلك نرى الرئيس ترامب مستمراً في الحديث عن هذه الخطة ويقول في أخر تصريح له في السابع من فبراير الجاري ” أنه ليس في عجله من أمره بشأن الخطة”، بمعنى أنها مستمرة وفي طور التبلور، مع تفاعلات الأحداث على الأرض، وما يمكن أن تصل به الأمور مع الدول الرافضة للخطة، وهل هناك مجالاً للمساومة أو الضغط أو المواجهة معهم. من هنا ، سنركز في هذا التقرير على محاولة فهم أبعاد هذه الخطة، وأهدافها القريبة والبعيدة والسيناريوهات المحتملة لها.
لقراءة الموضوع كاملاً:
تقدير موقف أبعاد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين وإحتلال قطاع غزة رؤية من منظور الأمن القومي المصري