إعداد:
د. أكرم حسام فرحات
رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية
تقديم:
لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية الطرف الأكثر حضوراً وتأثيراً في الشرق الأوسط ، سواء على المستوى الإستراتيجي أو العسكري، ولذلك فإن أي تغيير في سياساتها في المنطقة ينسحب بالضرورة على كثير من الإتجاهات السائدة ويؤثر على سير الأحداث في ملفات الحرب والسلام الراهنة. ومن هنا كان لابد من الإهتمام بمحاولة وضع رؤية مستقبلية للإدارة ترامب القادمة، والتي يفصلها أسابيع قليلة عن الإمساك بزمام القرار السياسي بواشنطن، وخاصة بعد أن وضحت الشخصيات التي ستشارك ترامب أفكاره وتحاول ترجمتها على أرض الواقع في صورة سياسات وتحركات، وأغلبها معروف بتشددها ومواقفها المعروفة سواء ضد الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة مناؤة لها ( روسيا – الصين – إيران – كوريا الشمالية) أو تلك المعروفة بإنحيازاتها الايدلوجية والدينية لصالح إسرائيل.
ففي العشرين من يناير القادم تبدأ رسمياً حقبة ترامب الثانية، لمدة أربعة سنوات مقبلة، يراهن البعض في تحليله لها على خبرة الفترة الأولى( 2017-2020) وما كشفت عنه من سياسات مختلفة عالمياً وإقليمياً ، بينما نراهن نحن في مركز السلام للدراسات الاستراتيجية على أن فترة ترامب الثانية ستكون مغايرة للفترة الأولى ، لأكثر من سبب ، لعل أهمها أن الواقع العالمي والإقليمي، وواقع ملفات بعينها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم قد شهد تغيرات عديدة، لا يمكن تجاهلها ، أو القفز على نتائجها، أو تنحية المتغيرات التي حصلت في أدوار بعض الفاعلين وطبيعة التوزانات القائمة بينها.
ولا يعني ذلك أنه ستكون هناك قطيعة بين نسخة ترامب الأولى والثانية ، ستكون هناك ملامح وإمتدادات مشتركة بطبيعة الحال، ليس بسبب ترامب وأفكاره وتوجهاته فحسب، بل بسبب الثبات النسبي في الرؤية الأمريكية لمصالحها العالمية وفي بعض الملفات التي تدير بها صراعها مع القوى المنافسة لها، وتدير أيضاً من خلالها عملية معقدة من التوازنات الاستراتيجية بين بعض القوى الإقليمية في أقاليم العالم الفرعية ، وفي القلب منها الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وحيث أن مصر هي قلب المعادلة الاستراتيجية في الشرق الأوسط ومحور حركتها، فهكذا تراها القوى العالمية الكبرى من المنظور الاستراتيجي، المبني على الحقائق الجيوسياسية وحقائق أخرى عديدة لا يتسع المجال لذكرها في هذه المساحة التحليلية الضيقة، فإنه من الأهمية بمكان أن نحاول – كمراكز فكر- أن نستطلع ملامح السياسة الأمريكية تجاه مصر خلال الأربع سنوات المقبلة، وذلك عبر مقاربة البحث في نقاط التلاقي والتقاطع المحتملة بين الجانبين في الملفات التي تشكل دوائر الأمن القومي المصري في اتجاهاته الاستراتيجية المعروفة.
لقراءة الموضوع كاملاً:
تقييم استراتيجي إدارة ترامب الثانية الملامح العامة للسياسة الأمريكية في دوائر الأمن القومي المصري