إعداد:
د.محمد فؤاد رشوان – الخبير في الدراسات الافريقية
محمد عادل عثمان – باحث ومتخصص في القضايا الافريقية والعربية
تقديم:
شهد الملف السوداني خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية عدة تطورات على المستويين العسكري والسياسي، حيث حققت ميلشيا الدعم السريع اختراقات مهمة في جبهة دارفور والخرطوم وكان سقوط مدينة ود مدني أبرز هذه الإختراقات، والتي ترتب عليها إقالة البرهان لبعض القادة العسكريين المسئولين عن هذه المناطق وإحداث بعض التغيرات ، بينما الجيش السوداني مستمراً في وقف تقدم هذه الميلشيات المدعومة من الخارج، ويحاول حشد الشارع السوداني وبعض الجماعات لكي تقاتل إلى جوار جنوده وضباطه ضد المتمردين خاصة في ظل الجرائم اليومية التي ترتكبها عناصر الميلشيات وكان أخرها اقتحام منزل الرئيس السوداني السابق جعفر النميري وسرقة محتوياته وتحطيمه والعبث به على مرأى ومسمع العالم. أما على الجانب السياسي وبعد إختفاء طويل لزعيم الدعم السريع خرج في جولة افريقية وزار عدة دول ، والتقى برئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك ووقعا معاً ما يسمى وثيقة ” إعلان أديس أبابا” كما عقدت قمة الإيجاد في 18 ديسمبر الماضي قمة مثيرة للجدل ترتب عليها اتخاذ السودان لقرار مهم وهو تجميد عضوية السودان في الايجاد وتسجيل موقف معترض على سياسات الإيجاد وبعض دولها تجاه الأزمة السودانية.
ولا شك أن مجمل هذه التطورات وهي الأبرز بطبيعة الحال تستدعي عمل تقييم للموقف الراهن في السودان، لمعرفة مراكز الأطراف المتصارعة ومستقبل الوضع العسكري والسياسي.