إعداد:
د. أكرم حسام -رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية
محمد عادل – باحث فى العلوم السياسية ومتخصص فى الشئون العربية والافريقية
إسرائيل ستخسر إستراتيجياً وعلى المدى الطويل من هذه الحرب، هذا ما يجب على الإسرائيليين أن يفكروا فيه من الآن، بل أن خسائر أخرى ستطول دول عدة، لعل أهمها الدول الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة . فعلى وقع ردة الفعل على الصدمة التي تعرضت لها إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي ، والتي أصابت قياداتها السياسية والعسكرية بالجنون ، غير مباليةً لأي عواقب سياسية أو قانونية أو جنائية أو إقتصادية، حيث الإستمرار في تحدي القانون الدولي، وإهدار كل قواعده وتجاوز كافة الفرص الممنوحة ورفض كل المناشدات والمطالب المقدمة لها بوقف الحرب حتى من جانب حلفائها وأصدقائها. ستظهر خسائر محتملة على المستوى الاستراتيجي، تتعلق بعضها بمسائل سياسية مثل الإنجازات المتحققة في مسار التطبيع، ومنها إقتصادي يتعلق بتراجع فرص التعاون الاقتصادي الاقليمي معها في مشاريع مطروحة ومنها الممر الاقتصادي الجديد، ومنها خسائر معنوية تتعلق بالنظرة السلبية لكل ما هو إسرائيلي في العالم، فدماء أطفال ونساء وشباب غزة ستظل تلاحق الصورة الذهنية لأي حركة إسرائيلية رسمية وغير رسمية. وهناك خسائر يتوقع أن تطول المجتمع الإسرائيلي وأبرزها قضية الهجرة العكسية وقضايا إقتصادية ومجتمعية ستظهر آثارها على المدى المتوسط والبعيد.
نحاول في هذا التقييم الاستراتيجي أن نسلط الضوء على اليوم التالي فيما بعد الحرب في غزة، من حيث نزيف الخسائر المحتملة بالنسبة لإسرائيل تحديداً ، وبغض النظر عن نتائج هذه الحرب، ومدى قدرة الإحتلال على الوصول لأهدافه السياسية المعلنة من هذه الحرب وهي التخلص من وجود حماس السياسي والعسكري في القطاع، وإقامة حكم مدني خاضع لسيطرتها سياسياً وأمنياً وعلى كافة المستويات.