
د. حسام يونس
باحث فلسطيني – قطاع غزة
المراجعة والتحرير
د. أكرم حسام
الرئيس والمؤسس – مركز السلام للدراسات الاستراتيجية
مقدمة
تُعد قضية تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي واحدة من أكثر القضايا الجدلية في المجتمع والسياسة الإسرائيلية، حيث تتقاطع فيها الأبعاد الإجتماعية والدينية والقانونية مع الحسابات السياسية والتحالفات الحزبية. ففي العقود الأخيرة، وخصوصاً في ظل تعاظم قوة الأحزاب الحريدية ضمن الائتلافات اليمينية، تحوّلت هذه القضية إلى ورقة ضغط كبيرة ومساومة سياسية داخلية، بين هذه الأحزاب ومن يحكم في إسرائيل خلال السنوات السابقة وربما منذ قيام دولة إسرائيل.
فقبل حرب غزة الحالية استخدم اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو هذه الأحزاب الحريدية للفوز بالإنتخابات ولضمان بقاءه في الحكم أطول فترة ممكنة، في مقابل تقديم تنازلات جوهرية لصالحها على حساب قضايا الدولة المدنية، مما أثار رفض وانتقادات من قطاعات أخرى بالمجتمع والدولة بإسرائيل. أما عقب إندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى ( أكتوبر 2023م)، فقد عادت أزمة الحريديم لتظهر مرة أخرى وبمستويات تصعيد ربما تكون غير مسبوقة، وتتمثل في تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي.
ومن ثم، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أزمة تجنيد الحريديم من خلال قراءة في جذور وتطورات تجنيد الحريديم، ديناميات التحالفات السياسية للائتلاف اليميني الحاكم، في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة، ورصد كيف تُستخدم الرموز الدينية والمصطلحات التوراتية كأدوات لإنتاج خطاب سياسي يُشرعن استمرار الامتيازات الممنوحة للحريديم، في مقابل مواجهة الانتقادات القضائية والاجتماعية المتصاعدة ، وتحليل استراتيجيات اليمين الإسرائيلي في إدارة الأزمة، وتوظيفها كجزء من معادلة الحكم والاستقرار السياسي في إسرائيل.
لقراءة الموضوع كاملاً:
