إعداد
د. أكرم حسام / رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية.
د. محمد بوبوش/ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة-المغرب
تقديم:
مع اقتراب حرب غزة من عامها الثاني، لا تزال إسرائيل تمارس أبشع جرائم القرن الحادي والعشرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على مرأى ومسمع من العالم كله، مُتسلحة بعقيدة عسكرية متطرفة في أفكارها ومفاهيمها، وفي ظل قيادة سياسية تؤمن بنظرية القوة والهيمنة، غير عابئةً بالقانون الدولي وبمواقف الدول المعبرة عن المجتمع الدولي خاصة القوى الكبرى والمؤسسات الدولية المختلفة وعلى رأسها الأمم المتحدة. وقد كان ذلك الأمر دافعاً لتلك الدول والمؤسسات لتعبر عن مواقف قوية وإيجابية من هذه الحرب، التي أصبحت ضاغطة وبقوة على ما يمكن تسميته بالضمير العالمي، فهذا الضمير الذي تحرك في حالات مشابهة لوقف بعض الحروب العبثية في العالم بل ومحاسبة المسئولين عنها أمام المحاكم الدولية، يجد نفسه الآن أمام اختبار اخلاقي كبير، باتت فيه المواثيق والمعاهدات الدولية على المحك، فمن سيستطيع الدفاع عنها بعد الآن؟
حقاً الصورة العامة في غزة مخجلة للعالم كله، فكيف ستقف قيادات أوروبا والأكاديميين السياسيين من أوروبا والولايات المتحدة وما يسمى بدول العالم الحر المؤمنيين بالقانون الدولي وقيم الحرية والعدالة والليبرالية أمام أنفسهم وأمام طلابهم وأمام شعوبهم وأمام عائلاتهم التي تشاهد فظائع حرب غزة ومشاهد التجويع والحصار وأطفال يموتون من الجوع كل يوم، وعجائز ومرضى لايجدون الرعاية والعلاج والأدوية التي يحتاجونها، فهناك أطفال لم تدخل مدارسها منذ عامين، وجامعات سويت بالأرض بما فيها من كتب ورسائل علمية وأبحاث ومختبرات ، حتى دور العبادة الإسلامية والمسيحية لم تسلم .
الحياة توقفت في غزة منذ السابع من اكتوبر 2023م . فغزة التي يراها العالم اليوم لم يعد بها شىء قابل للحياة بالفعل، حولها الاحتلال لمعسكر لجوء كبير، يبحث عن طريقة للتخلص منه، إما بالقتل السريع عبر القصف او بالقتل البطىء عبر التجويع والحصار أو عبر التخلص منهم لخارج القطاع عبر سياسة التهجير القسري أو الطوعي.
أمام هذه الصورة القاتمة، تتخذ حكومة بنيامين نيتناهو قرار جديد بتطوير الحرب والإنتقال لفرض الاحتلال الكامل على قطاع غزة. إذن نحن أمام دولة تتحدى العالم كله، وتدفع حتى الدول التي كانت تناصرها على طول الخط لإتخاذ مواقف مضادة – بغض النظر عن مدى فاعليتها- وهي مواقف سياسية مهمة، قد تكون غير مسبوقة في علاقة إسرائيل بدول مثل بريطانيا وفرنسا ، فهذه الدول أعلنت أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة وانضمت ألمانيا بموقف جديد ، حيث أعلنت أنها ستعلق إرسال شحنات عسكرية لإسرائيل قد تستخدمها في الحرب على غزة.
من هنا نهدف في هذا التحليل لوضع القارىء أمام أخر التطورات السياسية والعسكرية في الحرب على غزة، بهدف بناء تصور لما يمكن أن يحدث خلال الأيام القادمة .
لقراءة الموضوع كاملاً:
